انطلاقًا من إيمانها العميق بأن الطبيب الناجح لا يقتصر دوره على امتلاك المعرفة الطبية والمهارات التقنية فحسب، بل يمتد ليشمل القدرة على بناء جسور من الثقة والتفاهم مع المريض، نظّمت كلية طب الكندي جامعة بغداد ورشة عمل نوعية بعنوان مهارات التواصل في التعليم الطبي.
أُقيمت الورشة بإشراف مباشر من عميد الكلية الأستاذ الدكتور محمد شهاب العيداني، ومعاون العميد للشؤون العلمية الأستاذة الدكتورة تغريد خليل الحيدري، وبمشاركة فاعلة من نخبة من تدريسي الكلية ومعيديها، وطلبة الدبلوم في طب الأسرة، فضلاً عن مجموعة من الأطباء العاملين في مراكز الرعاية الصحية الأولية.
قدّم المحاضرات كل من الدكتور عبد السلام صالح سلطان والأستاذ الدكتور جبار خماط حسن من كلية الفنون الجميلة ومؤسس العيادة المسرحية، حيث تناول البرنامج مجموعة من المحاور الأساسية أبرزها: أساليب الإصغاء الفعّال، تقنيات الإقناع، إدارة الحوار مع المريض، معالجة التوتر أثناء المقابلات الطبية، والتعامل مع الحالات الصعبة أو الطارئة.
ما ميّز الورشة هو المزج بين الجانب الأكاديمي النظري والجانب التطبيقي العملي؛ إذ تخللتها أنشطة تفاعلية وتمارين محاكاة استندت إلى خبرات عملية ونماذج واقعية من بيئة العمل الطبي، ما أتاح للمشاركين فرصة استكشاف أنماط مختلفة من الحوار والتفاعل، والتمرّن على تطوير لغة الجسد ونبرة الصوت بما يعزّز الثقة والمصداقية.
وقد حظي موديول مهارات التواصل، الذي أدرجته الكلية في مناهجها منذ عامين، باهتمام خاص خلال الورشة، كونه يمثل خطوة رائدة على مستوى التعليم الطبي في العراق، ويسهم في إعداد جيل من الأطباء يمتلكون توازناً بين الكفاءة العلمية والمهارات الإنسانية، بما يواكب أرقى الممارسات العالمية في هذا المجال.
وأكد المشاركون أن مثل هذه الورش لا تعزز فقط قدرات الطلبة والأطباء الشباب، بل تسهم أيضًا في تحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز ثقة المريض بالمنظومة الطبية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على سمعة المؤسسات الصحية العراقية.
وتأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من البرامج التطويرية التي تحرص كلية طب الكندي على تنظيمها بانتظام، في إطار رؤيتها الاستراتيجية الرامية إلى إعداد أطباء المستقبل وفق أعلى المعايير العالمية، وتجسيد رسالتها في خدمة المجتمع. كما يعكس النشاط التزام الكلية بتحقيق عدد من أهداف التنمية المستدامة، لا سيما: الهدف الثالث (الصحة الجيدة والرفاه)، الهدف الرابع (التعليم الجيد)، الهدف الثامن (العمل اللائق والنمو الاقتصادي)، والهدف العاشر (الحد من أوجه عدم المساواة).
