عمراء كريم ….تخاطب الجواهري……عمراء كريم ..طالبة في المرحلة الثانية في كلية طب الكندي …شابة تحفظ الشعر وتلقيه بطريقة رائعة …بل ان لها عدة محاولات شعرية منها هذه المقطوعة الجميلة التي تتجرا فيها على مخاطبة شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري اتعلم ام لعلك لا تعلم… بأن بغداد باتت موحشة تتألم… اتعلم ان دجلة الخير التي لطالما كانت لك انيسا يتكلم… اتعلم انها اضحت اليوم ثكلى لفرط جثث في جوفها تتهشم… امست دجلة اليوم بلا قمر يرنو اليها يكفيها اطفال مشردون على الجانبين نوموا… كأن البدر ابصرهم فأخفى طلعته عند لمحهم يتنورون كما تنور البرعم… اتعلم ان قصة وطنك العظيم اختصرت ذات مساء مغبر بقصة طفل جميل يدعى يوسف عندما اجمع اخوته امرا فتلعثموا… قال احدهم اقتلوا يوسف’ فأجاب ارحمهم قلبا بل ذروه قرب دجلة عله يرتشف من مائها فتروى له اظمأ… فرحلوا،و عافو يوسف وحيدا غريبا شريدا يستفهم… ترى ما ذنبي? ما فعلت? فاترك هكذا اكظم من الهم ما اكظم… ا لأني جميل? فالحسن من هبة ربي انه المبدع المنعم… و غابت شمس بغداد… وتوارت حمائم دجلة… لم يكن ليوسف احد من الانس في ليله الا انجم… وتمضي الايام و ليس لصغيرنا الجميل سوى ماء دجلة و انجم ليله و عظيم صبر لم يكن يتلملم… و على ضفافها… اثناء مرور قاسيات الايام و بينما كان خائفا يؤلم… رأى يوسف: ارضا تستباح رأى يوسف: دما يراق و امة تصارع و لا تستسلم… رأى يوسف :اعذاق تمر باكية رأى يوسف: شوارع دامية رأى نسورا من قممها هاوية هوت لكن لم يزل كبرياؤها لا يخصم… و كالتفاتة من رب عظيم لا تنام له اعين… يمر قرب دجلةزوجان… عطوفان… لم تمنحهما الحياة هبة ان يقال له اب… ان يقال لها ام… و كان الزوج شيخا حكيما يقال له مسلم… و زوجته حسناء لها من الكبرياء ما لا يدانى، يقال لها مريم… لعل الارض لم تعرف كيف زرعت بذرة الرحمة في قلب يتألم… فاولاء ابناء وطن جريح لحضارة عريقة شاخت عليها الازمن… لها من العمر: ملايين السنوات و اقدم الابتكارات و قوانين المسلات الازمان عليها متكالبات و لكنها ما زالت تحلم… وبحلم كحلم مسلم و مريم بذرية و حلم كحلم المشردين على دجلة بمأوى، بدفء بهوية و حلم كحلم يوسف بعطف، برحمة ،بمحبة ابوية و حلم كحلم حمائم دجلة بشاطئ عذب، بنسائم صيفية و حلم كحلم امة منكوبة بامن، بسلام،بعيشة هنية يحتضن مسلم و مريم يوسف يحبونه يعلمونه يزرعون في قلبه بذرة العطاء بذرة التوحد، بذرة الاخاء بذرة ان تحب لغيرك الخير بذرة ان تكون لك يد سلام تمتد للغير بذرة ان تجود ما استطعت على المسكين و الفقير وفي ظل هذه القيم يكبر يوسف و يفيض رافدان في صدره في صدر عاش طويلا يؤلم… في صدر بحجارة اقرب اهله كان يرجم… في صدر رسم طويلا من الاحلام ما يرسم… وفي النهاية كان ليوسف من جماله نصيب يقسم… و لا زال الالاف كيوسف ينتظرون قرب دجلة ينتظرون مسلم و مريم متوحدين، محبين، متعاطفين عل جراحهم تتلملم…………………………………..وهذه صورة عمراء وهي تلقي ما كتبت في احد مهرجانات جامعةبغداد

 

 

 

 

 

Comments are disabled.